الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وعلى فرض صحة نزولها فيه لا يمنع شمولها لغيره وعمومها لآخر الزمان، وكعب هذا من ألدّ الخصوم لحضرة الرسول وقد أشرنا إليه في الآية السابقة وما قبلها.قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} عن أحد منهم لا كلّا ولا بعضا بل تبينوه كله لكل أحد بلا عوض فلم يفعلوا ولهذا قال تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ} أي الكتمان لما في الكتاب {ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (187)} هذه الآية وإن كانت خاصة في اليهود والنصارى فلا يبعد أن يشمل مضمونها علماء هذه الأمة، لأن العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب، ولأنهم أشرف أهل الكتب السماوية كما أن كتابهم أشرف الكتب ورسولهم أشرف الرسل.أخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم من سئل علما فكتمه الجم بلجام من نار.ولأبي داود: من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة.والمراد بالعلم هنا علم الدين وما يتعلق به والتنكير فيه للتعظيم بما يدل على ذلك ولأن هذا الجزاء الكبير لا يترتب إلا على العلوم الدينية البحتة بدليل قول أبي هريرة لولا ما أخذ الله عز وجل (أي من العهد والميثاق) على أهل الكتاب ما حدثتكم بشيء وتلا هذه الآية، والعهد الذي أخذ هو على الإيمان بالله وجميع أنبيائه كما في الآية 81 المارة.قال تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا} من حطام الدنيا على ما زينوه للناس من الضلال بكتمان الحق وإظهار غيره باطلا {وَيُحِبُّونَ} مع عملهم القبيح ذلك {أَنْ يُحْمَدُوا} عليه وعلى تسميتهم علماء {بِما لَمْ يَفْعَلُوا} من الوفاء بميثاق الله وعهده على الأخبار بما في كتبهم من الحق والصدق بأنهم ناجون من العذاب كلا {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ} ونجاة منه بل لابد من انغماسهم فيه {وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (188)} جدا فلا تظننّ عذابهم بسيطا بل هو شديد لا تطيقه قواهم، وهذه الآية أيضا وإن كانت خاصة بالمذكورين فمعناها عام شامل لكل من هذا شأنه، لأن العبرة دائما لعموم اللفظ إلا ما خصص أو قيد {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} هذا تفريع على قوله آنفا {إن الله فقير} الآية، أي كيف يكون فقيرا وهو مالك لما بين السموات والأرض وما فوقهما وتحتهما {وَالله عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)} ومن كان كذلك فلا يليق أن يسمى فقيرا قاتل الله قائل ذلك.قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ} عظيمات على قدرتنا {لِأُولِي الألباب (190)} الذين خلص لبتهم عن الهوى خلوص اللب عن القشر فمن أراد عبرة فليعتبر فيهما والويل كل الويل لمن يقرأ ولم يتفكر وينظر ولا يعتبر لأن المراد بأولي الألباب هم أهل القلوب الحية المطهرة، أما الذين صدأت قلوبهم وغشى عليها الرّين بسبب كثرة المعاصي فلا يفهمون من التفكر والنظر شيئا.روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت في بيت خالتي ميمونه فتحدث رسول الله وأهله ساعة ثم وقد، فلما كان ثلث الليل الأخير قعد فنظر إلى السماء فقال: {إن في خلق السموات والأرض} الآية، على أنه كان في بني إسرائيل من إذا عبد الله ثلاثين سنة أظلته سحابة فعبدها فتى فلم تظله فقالت له أمه لعلك فرطت منك فرطة في مدتك قال ما أذكر، قالت لعلك نظرت مرة إلى السماء ولم تعتبر، قال لعل، قالت فما أوتيت إلا من ذلك.ولهذا وصف الله أولي الألباب بقوله: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ} مضطجعين {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} بكيفية اختراعهما وعظمهما وبناء السموات وبسط الأرض وإبداعهما على غير مثال سابق وما فيهما من الكواكب المسخرة لمنافع الخلق والجبال التي لولاها لمادت بأهلها والوديان والأنهر والمعادن المختلفة والنظر في كيفياتها وكمياتها وأشكالها وألوانها واختلاف سيرها، ويديمون هذا في جميع أحوالهم دون غفلة، ثم يقولون {رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا} ولا عبثا ولا لعبا بل لحكم أردتها {سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (191)} وهذا تعليم من الله لعباده بأن يقولوا هكذا ويثنوا على الله بما هو أهله وينزهونه عما لا يليق بحضرته الكريمة كلما نظروا إليهما ثم يذكرون حاجتهم.وفي الآية دلالة على صحة صلاة المريض والرخصة فيها.روى البخاري عن عمران ابن حصين قال كانت بي بواسير فسألت النبي صلّى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال صلّ قائما فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب.ودليل على ندب ذكر الله تعالى في كل حال والمداومة عليه، روى مسلم عن عائشة قالت كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يذكر الله عز وجل في كل أحيانه.وأخرج أبو ذر عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة (نقص وتبعة) ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة وما مشى ممشى لا يذكر الله فيه إلا كانت من الله عليه ترة أي حسرة وندامة مستمرة لا تتلافى.والفكر اعمال الخاطر في الشيء وتردد القلب فيه، وهو قوة متطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكر جريان تلك القوة بحسب نظر العقل ولا يمكن التفكر إلا فيما له صورة في القلب، ولهذا قالوا تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله لأنه منزه عن الصورة، ولذا قال تعالى: {ويتفكرون في خلق} الآية أي في عجائبها وغرائب صنعها، وكون السماء بلا عمد أو بعمد لا ترى، وكون الأرض على الماء أو الهواء راكدة أو متحركة بيضوية أو مدورة أو مربعة أن مستطيلة للاستدلال بذلك على قدرة القادر وحكمته البالغة، وليعلموا أن خالقهما عظيم ومدبرهما حكيم وان عظم الخلق يدل على عظم الخالق وعظمة آياته:
ولينظر إلى آثار قدرته في هذين الهيكلين العظيمين وإلى من فيهما من الخلق: وقدمنا ما يتعلق في تفسير هذه الآية 50 من سورة الروم، وقولوا في دعائكم يا ذوي العقول: {رَبَّنا أنك مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} أهنته وأذللته وفضحته وهذا خاص للمخلدين فيها بدليل قوله: {وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (192)} في ذلك اليوم ولا تمسك في هذه الآية للقائلين أن كل مؤمن لا يدخل النار احتجاجا بقوله تعالى: {يوم لا يخزي الله النبي} الآية 6 من التحريم الآتية لأن هذه الآية محمولة على نفي الإخزاء حينما يكونون معه صلّى الله عليه وسلم وفضلا عن هذا فإن مذهب أهل السنة جواز دخول بعض المؤمنين النار وخروجهم منها، لأن مرتكب الكبيرة مؤمن وإن كان فاسقا، وهذا الجواب لا يتجه على مذهبهم لأنهم يقولون الفاسق يخلد في النار ومرتكب الكبيرة كافر، ويجوز حملها على العموم لأن مجرد إدخال النار خزي وعار سواء أخرج منها أو لا وهذا أولى إذ لا مقيد ولا مخصص لها نصا، ولأن لفظ الإخزاء مشترك بين التخجيل والأهلاك، والمشترك لا يمكن حمله في طرفي النفي والإثبات على معتبيه جميعا فيسقط الاستدلال به لأحدهما وقولوا أيضا {رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيًا يُنادِي لِلْإِيمانِ} وهو محمد سيد الأكوان لقوله تعالى: {ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ} الآية من أواخر سورة النحل ومن قال إن المنادي هو القرآن قال ليس كل أحد سمع النبي والقرآن مقروء ومسموع إلى الأبد ويقول ذلك المنادي {أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ} أيها الناس وأجيبوه بقولكم {فَآمَنَّا} بربنا وما أنزل إليها على لسان رسولنا {رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا} صغيرها وكبيرها خفيها وجليها قصدها وخطأها وسهوها وتعمدها وجميع أنواعها اعفوها لنا يا ربنا {وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (193)} واحشرنا في زمرتهم، قال المفسرون إن اغفر وكفّر بمعنى واحد وكررا لفظا للتأكيد لأن الإلحاح في الدعاء والمبالغة فيه مندوبة ومطلوبة، مع أن الغفران مصدر غفر بمعنى الستر، والتكفير مصدر كفّر بمعنى الفداء لأن الكفارات شرعت لذلك، يقال كفر عن يمينه إذا أدى الكفارة، والألفاظ العربية وإن كانت متقاربة في المعنى ففيها تفاوت، وقل أن تجد كلمتين تدل على معنى واحد فقط من كل وجه إلا في اختلاف اللغات مثل (كل) بمعنى ثقيل في العربية وهو في التركية بمعنى أقرع وما أشبه ذلك فهكذا.قال تعالى آمرا عباده بأن يقولوا في دعائهم أيضا {رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى} لسان {رُسُلِكَ} من الخير في الدنيا والآخرة، ولا يقال كيف سألوه انجاز وعده وهو لا يخلف الميعاد وهم معترفون بذلك لأنهم التوفيق فيما يحفظ لهم انجاز وعده، ولهذا اتبعوهم بقولهم: {وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ أنك لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (194)} لأن المقصود منه طلب التوفيق على الطاعة والعصمة ممّا يحول دون تأهلهم، لذلك فلا يقال أيضا لا حاجة إليه لأنه متى حصل الثواب اندفع العقاب، وإن طلب عدم الخزي خوفا من أن تظهر لهم أعمال ليست بالحسبان مما سيكون لغيرهم.قال تعالى: {وَبَدا لَهُمْ مِنَ الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} الآية 47 من سورة الروم، أي وهم يظنون أنهم على عمل صالح فقط، قال صلّى الله عليه وسلم: إن أحدكم ليتكلم الكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أربعين خريفا.الا فليتق الغافل ولا يهرف بما لا يعرف، ولا يتكلم بمعصية قصد إضحاك الناس أو سرورهم فيقع بمثل هذا المبين في الآية والحديث.قال تعالى: {فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} دعاءهم، وقال لهم {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ} أيها المؤمنون وأثببكم على أعمالكم القولية والفعلية كلكم {مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى} لا أفضل أحدا على أحد إلا بالتقوى {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} وأثيبكم عليها أيضا على ما تعملونه من الخير فيما بينكم فمن قضي لأخيه حاجة قضيت له حوائج، ومن رحمه رحمته وأكرمته، ومن عفى عنه زلته أقلت عثرته يوم القيامة وعفوت عنه {فَالَّذِينَ هاجَرُوا} منكم بطوعهم {وَ} الذين {أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ} قهرا من قبل أعدائهم {وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي} بسبب إسلامهم ومتابعتهم رسولي وجهادهم معه لإعلاء كلمتي {وَقاتَلُوا} أعداءه وأعداءهم {وَقُتِلُوا} بسبب ذلك {لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ} مهما كانت ولا أؤاخذهم عليها وأبد لها لهم حسنات {وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَوابًا} لهم ورحمة بهم وتفضلا ولطفا وإحسانا عليهم وكرامة لهم {مِنْ عِنْدِ الله وَالله عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (195)} على أحسن الأعمال وثوابا مطلقا على غيرها.أخرج الترمذي عن أم سلمة قالت: قلت يا رسول الله ما أسمع ذكر النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله هذه الآية، ثم خاطب سيد المخاطبين بقوله: {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196)} على حد (إياك أعني واسمعي يا جارة) لأنه صلّى الله عليه وسلم لا يغتر بذلك وإنما أراد به غيره كما في أمثال هذه الآية من الآيات آخر سورة القصص وشبهها أي لا تغتر أيها الإنسان بما ترى من ذلك لأنه {مَتاعٌ قَلِيلٌ} يتمتعون به في هذه الدنيا الفانية القليلة ثم يتركونه فيها وبالا عليهم {ثُمَّ مَأْواهُمْ} في الآخرة {جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (197)} هي لأهلها.قيل إن بعض المؤمنين لما رأى حالة الكفار قال أرى أعداء الله في سعة من العيش ونحن أصحاب محمد وأحباب الله في جهد منه، فأنزل الله هذه الآية تنديدا بسعة الكفرة وأنزل بعدها ما يسر المؤمنين بقوله: {لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ} عنده في الآخرة خير مما أعطاه لأعدائه في الدنيا وهو {جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها} أبدا، ويقول الله تعالى جعلناها لهم {نُزُلًا مِنْ عِنْدِ الله} إكراما لهم وتقدمة لقراهم {وَما عِنْدَ الله} المعطي هذا النزل لعباده أولا من النعيم الدائم والخير الوافر ما هو {خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ (198)} من الدنيا وما فيها جزاء أعمالهم الحسنة وإحسانهم لغيرهم وهو خير مما يتقلب به الكافرون من حطام الدنيا وزخارفها الزائلة المنغمصة بالأكدار، روى البخاري عن عمر بن الخطاب قال: جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلم فإذا هو في مشربة غرفة أو علية وانه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وعند رجليه قرط مصبور (القرط ورق السلم نبات معروف، ومصبور معناه مجموع كالصبرة من الطعام) وعند رجليه أهب (أي جلود) معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه، فبكيت، فقال ما يبكيك؟ قلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هم فيه وأنت رسول الله؟ فقال أما ترضى يا ابن الخطاب أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ قال بلى يا رسول الله.قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِالله وَ} يؤمن بـ {ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} من القرآن {وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} من التوراة والإنجيل {خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ الله ثَمَنًا قَلِيلًا (29)} كغيرهم ممن يحرف ويبدل لقاء ما يأخذه من حطام الدنيا من الرعاع ولحب بقاء الرياسة والمال {أُولئِكَ} الذين هذا وصفهم {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسابِ (199)} يحاسب الخلق كلهم بآن واحد محاسبة رجل واحد كطرفة عين أحدكم من حيث لا يعلمون هذه السرعة.هذا ولا يفهم من لفظ (قليلا) أن الذين يبيعونها بكثير غير مذمومين، بلى هم مذمومون مدحورون أيضا، وإنما سماه الله قليلا لأنه مهما كان كثيرا فهو قليل بالنسبة للمبيع الذي لا يوازى بالدنيا وما فيها ولا بحرف منه.وهذه الآية عامة في جميع أهل الكتاب الذين حسن إسلامهم، لا ينافي عمومها ما قالوه بأنها نزلت في النجاشي الذي اسمه أصحمة بالحبشية ومعناه بالعربية عطية، إذ آمن على يد من هاجر سنة خمس من البعثة من أصحاب رسول الله قبل نزول سورة والنجم.
|